وطنية – عكار – أطلقت جمعية “النجدة الشعبية اللبنانية” – فرع عكار ، بمناسبة انعقاد مؤتمرها ال 16، حملتها الإعلانية لمشروع بناء “مستشفى الدكتور غسان الأشقر” في حلبا، خلال مؤتمر صحافي أقيم في قاعة بلدية حلبا، بمشاركة شخصيات سياسية ونواب حاليين وسابقين ورجال دين وممثلين عن الأحزاب والهيئات الاجتماعية والتربوية والثقافية والصحية، إضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة من مختلف مناطق عكار.
استُهلّ المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم قدم رئيس مكتب “الوكالة الوطنية للإعلام” في عكار الزميل منذر المرعبي، كلمة وجدانية تحدّث فيها عن مسيرة النجدة الشعبية في عكار ودورها الإنساني والاجتماعي والصحي، مستعيدًا تجربته كعضو في الجمعية ومؤكدًا أهمية المشروع الذي يحمل اسم “طبيب الفقراء” الدكتور غسان الأشقر.
ثم تحدث عضو مجلس إدارة المستشفى الدكتور محمد خليل مستعرضًا تاريخ المشروع ومحطاته منذ انطلاق فكرة إنشاء مستشفى في عكار، مشيرًا إلى أنّ “تأسيس النجدة الشعبية في سبعينيات القرن الماضي جاء استجابة للتحديات الصحية والحرمان الذي عاشته المناطق الطرفية، وأنّ عكار التي تُعدّ وفق كل المؤشرات من أكثر مناطق لبنان حرمانًا كانت بحاجة ملحّة إلى صرحٍ صحي متكامل”.
وتوقف عند مرحلة تأسيس فرع النجدة الشعبية في عكار عام 1985 برئاسة الدكتور غسان الأشقر، ثم محاولة إطلاق المشروع عام 1995، وجهود المناضلة الراحلة ماري غربية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة 2013 حين وضعت الهيئة الإدارية المشروع بين أيدي مهندسين من عكار، وصولًا إلى تشكيل لجنة المتابعة المركزية عام 2014 والتي ضمّت الراحل حبيب فارس، الدكتورة نهاد منصور، أحمد حمد، المختار مروان منصور، جنان ميتة، والدكتور خليل نفسه، حيث تمكنت اللجنة من الحصول على رخصة مجلس الوزراء في 11/9/2014، وفتحت حسابًا مصرفيًا، وتابعت تفاصيل تجهيز الطريق والرخص الهندسية.
كما استعرض الاجتماعات اللاحقة بين 2015 و2016، وإنجاز الخرائط وتقدير التكاليف، قبل أن يتعثر المشروع ماليًا مع تأكيد المستشار الهندسي الدكتور رهيف فياض ضرورة توفر ثلاثة ملايين دولار لبدء التنفيذ، ما أدى إلى تأجيل الإعلان الرسمي وإجراء تعديل على الرخصة عام 2018، ثم جاءت الأزمة المالية وجائحة كورونا لتزيد التأخير. وأطلق خليل نداءً إلى أبناء عكار في الوطن والاغتراب لدعم المشروع بالتبرعات المالية أو العينية من مواد بناء وتجهيز وجرف، وقال: “لا تخجل من القليل، فالحرمان أشدّ منه”.
وختم بتحية إكبار لروح المرحوم نعيم نعيم (أبو سعيد) الذي قدّم الأرض التي ستُقام عليها المستشفى.
ثم عرض فيديو تعريفي ابرز أهمية المشروع وحاجة عكار إليه .
بعد ذلك تحدث رئيس جمعية النجدة الشعبية في لبنان الدكتور علي الموسوي الذي حيّا الحضور ووجّه تقديرًا خاصًا للصحافي منذر المرعبي “صانع مرايا الشمال”، مؤكدًا أن “هذا اللقاء هو فعل إيمان بلبنان وبحق المناطق المحرومة بالتنمية، وأن النجدة الشعبية جمعية عريقة وطنيًا، نشأت ميدانيًا عام 1968 قبل موجة الجمعيات غير الحكومية، وتمتاز بأنها لا طائفية، ذات منفعة عامة ولا تبغي الربح، وتعمل وفق قيم التطوّع والمواطنية، وتقدم خدماتها لكل من يحتاجها دون تمييز، مستشهدًا بتجربة مستشفى النجدة الشعبية في النبطية كنموذج ناجح في التوازن بين الجودة والكلفة”.
وشرح الموسوي أسباب اختيار عكار، مستندًا إلى الدراسات التي صنّفت القضاء من الأكثر فقرًا وحرمانًا في لبنان، وإلى النقص الكبير في القدرة الاستشفائية حيث لا يتجاوز عدد الأسرة 350 سريرًا لما يزيد عن 500 ألف مقيم، في حين يفتقر أكثر من 66% من أبناء عكار لأي تغطية صحية.
وأكد أن “الجمعية ليست مستثمرًا يبحث عن الربح بل مؤسسة إنسانية تحتاج إلى دعم المجتمع المحلي والاغتراب والدول الصديقة والمؤسسات الدولية لبناء هذا الصرح الصحي”. ودعا الأهالي إلى المشاركة وقال: “هبّوا إلى نجدة النجدة… فبكم نبني صرحًا إنسانيًا يخدم المحتاجين جميعًا.”
وخُتم المؤتمر بعرض فيديو يظهر الشكل الهندسي الداخلي والخارجي للمستشفى .
وتولت الدكتورة نهاد منصور الإجابة عن أسئلة الحضور وتوضيح التفاصيل الفنية والإدارية المتعلقة بمرحلة التنفيذ المقبلة، في جوّ عام حمل الكثير من الأمل بأن هذا المشروع ينتقل أخيرًا من الحلم إلى التحقق لخدمة عكار وأهلها
